<TABLE id=table2 border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> <TR> <td background=file:///G:/ظ…ظˆظ‚ط¹%20ط§ظ„ط§ظ…ط§ظ†ط©%20ط¨ط¹ط¯%2022-11-2007/27-12-2007/AMANH_last/Mental%20Health%20Secratariat_files/dark_bluebg.gif> كيف نتعامل مع المريض النفسى </TD></TR></TABLE> | ||
<TABLE id=table3 border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> <TR> <td bgColor=#ffffff background=file:///G:/ظ…ظˆظ‚ط¹%20ط§ظ„ط§ظ…ط§ظ†ط©%20ط¨ط¹ط¯%2022-11-2007/27-12-2007/AMANH_last/Mental%20Health%20Secratariat_files/dark_bluebg.gif rowSpan=4></TD></TR></TABLE> | ||
هل عوملت باحتقار ذات يوم ؟ هل جربت أن يتهكم عليك الناس ويسخروا منك ؟ هل تجاهلك الحاضرون في جلسة ما أو احتفال بسبب تواضع مظهرك ؟ وهل شعرت يومها بالظلم لأته لم يكن لك يد فيما أنت عليه ؟ هل سخر الناس يوما من الأيام من هيئتك أو مظهرك واتخذوا منك مادة للتهكم والتسلية ؟ أذا كنت قد خبرت أو اجتزت بعضا من هذا ، فأنت الآن تعرف جيدا ماذا يشعر به كل إنسان تبتليه الأقدار يوما بضعف أو عجز ولا يحترم من حوله هذا الضعف أو هذا العجز . وأنت الآن تعرف ماذا يشعر به المريض النفسي حينما تحاصره نظرات السخرية والتهكم ويتلقي معاملة تحط من قدره وتجرده من إنسانيته . | ||
وليت الأمر يتوقف عند السخرية والتهكم ولكنه وللأسف يمتد ليحرم المريض النفسي من حقوقه الإنسانية الأساسية التي تقرها القوانين والدساتير . وأهم ما يميز ذلك الشعور نحو المرضي النفسيين في المجتمع ؛ أنه شعور عام يمتد إلي جميع المرضي النفسيين ؛ أنه حكم معلق فوق رؤوس المرضي أصدره المجتمع علي الجميع دون أن يسمع دفاع أياً منهم أو يصغي إلي شكواه أو معاناته | ||
ودعونا الآن نسال ما هو محتوي هذا الحكم العام الشامل الجاهز ليطبق فورا علي كل مريض نفسي ؟ انه مريض مخيف لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وأنه يمكن أن يقترف أشنع الجرائم وأغربها دونما مبرر أو سبب منطقي ، وأنه شخص يعيش في نعيم ولا يدرك ما يحدث في هذه الدنيا الصعبة التي نحيا فيها لذا فهو سعيد ؛ وأنه شخص ناقص الأهلية وليس من حقه اتخاذ أي قرارات بشأن علاجه أو حياته وأن الأسوياء نفسياً فقط هم من يمتلكون ذلك الحق . | ||
كما أنه شخص يجب أن يستبعد من المجتمع ، ويجب ألا يعمل أو يتزوج وإنما عليه أن يقضي حياته كلها خلف أسوار المستشفيات النفسية . وهو شخص لا يجوز له أن يحب أو أن يكره أو أن يصرح برأيه في أمر من الأمور وإنما عليه أن يطيع ويخضع وإن لم يقبل هذا طواعية فيجب إجباره بالقوة علي قبول مشيئة الأهل والمجتمع وكل ذلك ببساطه لأنه أقل أدمية ولا يجوز مساواته ببقية البشر . نعم قد تجوز علية الرحمة أو الشفقة أحيانا لكن لا يجب معاملته بذات الاحترام والتقدير الذي يستحقه بقية الناس . أنه حكم جائر ظالم كما أنه حكم عام نتخذه بدون تفكير أو فحص نساوي فيه بين جميع المرضي دون أن نسمع دفاعهم أو أن نري الإنسان الذي في داخلهم يئن ويتوجع من الظلم دونما سامع أو مجيب ؛ وهذه هي الوصمة المصاحبة للمرض النفسي . | ||
وتعني كلمة الوصمة في اللغة العربية الختم ؛ وهي تستخدم أيضا لتصف الختم الذي تختم به الماشية للتمييز بين ما يملكه هذا وذاك إذا حدث واختلطت ماشيتهم معا في المراعي . وفي هذا السياق تستخدم كلمة الوصمة المصاحبة للمرض النفسي كأنها الختم الثابت الذي يختم به كل مريض نفسي ويعبر فيه عن موقف المجتمع تجاه هؤلاء المرضي بغض النظر عن طبيعة المرض أو سببه أو احتمالات الشفاء . | ||
وتعرف الوصمة بأنها طريقة تفكير نمطية وتعميمية وجاهزة تري الشخص أو الجماعة الموصومة في صورة شديدة السلبية وهي موقف يتخذه المجتمع ضد بعض أفراده بدون تفكير متروي بسبب معتقدات متوارثة سائدة تدمغ الشخص الموصوم دون أن يكون له الحق في الدفاع أو الاستئناف . إنها نظرة تري الشخص في الإطار العام لمجموعته ولا تري فرديته وتفرده ولا تراعي إنسانيته أو مشاعره ، وعادة ما تلصق الوصمات بالطرف الأضعف في المجتمع وتبني الوصمة خلال عملية معقدة يقودها الأقوى ثقافياً ومجتمعياً وعادة ما تعتمد أفكاراً جاهزة يقبلها الناس بدون تفكير وتشكل وعيهم الطبيعي الذي يحكم تصرفاتهم التلقائية وردود أفعالهم ، كما تؤدي عادة إلي سلوك وتصرفات تجاه تلك الطائفة الموصومة والتي يحرمون فيها من نفس الحقوق التي ينالها الآخرين كما ينظر إليهم كأنهم أقل استحقاقاً لما يتمتع بها الآخرون في المجتمع . | ||
وللتصدي للوصمة المصاحبة للمرض النفسي ينبغي التصدي للأفكار والمورثات الخاطئة التي بنيت عليها ؛ فالمريض النفسي ليس في نعيم ولكنه يتألم ويعاني بسبب المرض النفسي وهو يشعر بألمه ويتوق مثل أي واحد منا ليجد يد الصديق أو الحبيب الذي يخفف من ألمه ومعاناته كما أنه ليس أكثر خطراً علي الآخرين من بقية الناس ، فنسبة جرائم العنف التي يرتكبها المرضي النفسيين أقل من نسبتها بين أفراد المجتمع ؛ وهو يريد أن يحب ويعمل وينتج ويتزوج وهو يتألم أذا عومل باحتقار بالضبط مثلي ومثلك وهو لديه أحلام وتطلعات في الحياة يتمني أن يحققها ويصيبه الإحباط أذا فشل في ذلك ؛ مثله مثل سائر البشر . | ||
وهو كامل الأهلية ولا يجوز إسقاط الأهلية عنه بدون حكم صادر من محكمة يراعي حالته الطبية ويقدم له الحماية القانونية . كما أنه له الحق في استئناف ذلك القرار وله الحق في توكيل محامي للدفاع عن مصالحه وهو له الحق في أن يعيش في المجتمع المحلي ما أمكنه ذلك وله الحق في العمل والتقدم في السلم الاجتماعي ما أمكنه ذلك . إلا أن هناك عاملا أساسيا يساهم في دعم الوصمة ويؤدي إلي استفحالها في مجتمع ما وهو ميل المجتمع الإنساني غير المتحضر لاستغلال الضعيف الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه ، وهنا يكفي استخدام ذلك المبرر بأنه مريض نفسي ؛ لتخرس كل الألسنة ويضيع الحق ويسود الظلم . والوصمة هنا تمهد السبيل لاستفحال الظلم تجاه المرضي النفسيين ، فيمكن حرمانهم من أموالهم ومن ميراثهم ويمكن حرمانهم من الوصول إلي محامي أو حتى من حمل بطاقة شخصية كما يمكن استغلال رغبتهم الشديدة للخروج من المستشفي لخداعهم وابتزازهم لتقديم تنازلات مادية تخص ارثهم أو ممتلكاتهم | ||
ولا يعاني المرضي النفسيين من الوصمة في المجتمع فقط ولكنهم يعانون ويلاتها داخل المستشفيات النفسية بصورة أعنف ، فمع أن القانون المصري يجرٌم إجبار أي شخص علي التوقيع علي أي وثيقة ويعتبر ذلك إكراها وتزويرا للإرادة ، إلا أن المرضي النفسيين يجبرون علي توقيع طلب دخول المستشفيات النفسية كأنهم دخلوا المستشفي بإرادتهم . ومع أن القانون يعطي الحق لمن دخل المستشفي بإرادته أن يخرج من المستشفي متى شاء ذلك فأن المرضي النفسيون لا يستطيعون الخروج إلا إذا حضر أحد الأهل لاستلامهم ، وأحيانا يتنعت بعض أفراد عائلة المريض مصرين علي أن فرداً ما بعينه هو من له الحق وحده في استلام المريض . وكأن هؤلاء المرضي هم أشياء تسٌلم وتستلم وليسوا بشرا خلقهم الله يستطيعون أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم . | ||
ومع أن القانون يحظر احتجاز المريض ضد إرادته إلا في حالة أن يمثل المرض خطرا علي حياته أو حياة من حوله ، ويضع القانون في ذلك وسائل لضمان حماية المريض واحترام حقوقه ، إلا أن العاملين بالمستشفيات لا يلتزمون بتلك المعايير في استهانة شديدة لحقوق المريض وفي انتهاك ظاهر لحقه الثابت في الحرية . ويمكن لمريض البقاء بالمستشفي سنوات عديدة رغم تحسنه بسبب إصرار المستشفي علي تسليمه لأهله ورفض الأهل أو تهربهم من ذلك رغم أن القانون يعطي الحق للمريض في الخروج طالما لم يلُزم قانوناً بدخول المستشفي . ويعاني المريض داخل المستشفيات من سوء المعاملة ولا يجرؤ علي الشكوى وإذا اشتكي يكفي القول أنه مريض لتسقط كل التهم عن المعتدي بل ويمكن معاقبة المريض نفسه كأنه مجرم مثل حبسه انفرادياً لمدد تطول وتقصر وأحيانا تقييده جسديا ، الأمر الذي ينتج عنه كثير من الآلام والمآسي لهؤلاء المرضي . | ||
وهكذا يشعر المريض النفسي من جراء تلك الوصمة بمشاعر العزلة والاستبعاد والدونية كما أنه يشعر بالعار تجاه مرضه حيث يتجنبه الناس ويقللون من شانه كما يسوده شعوراً بالظلم والقهر دونما ذنب جناه أو خطاً اقترفه ، وتغتال الوصمة كل أحلامه في الحب والعمل والزواج وتحقيق الذات وتحرمه من الغذاء الوحي الذي يوفره الحب والقرب والاعتبار في المجتمع ؛ كما أنها تحجر علي حريته واستقلاله وتجرده من الإرادة الحرة التي هي السمة الأساسية التي تميز بني الإنسان عن غيرهم وكان الوصمة تغتال حياة المريض بجملتها وتفرض علي وجوده نوعاً من الاستسلام واليأس والعدم . | ||
إذن لماذا يعاني هؤلاء المرضي كل هذا دونما نظرة إنسانية متعاطفة ؟ السبب فقط إنهم مرضي نفسيون وحتى إذا وجد هؤلاء قلبا رحيما يرق لهم فهو علي الأغلب يري إنهم جديرون بالشفقة والرحمة وليس جديرون بالاحترام والاعتبار وهو بعد أخر للوصمة المصاحبة للمرض النفسي . فكثير من المستشفيات النفسية تتلقي زيارات في شهر رمضان حيث يوزع أهل الخير الإحسانات علي المرضي . وإذا يتلقي المرضي إحساناتنا نشعر بالرضا عن أنفسنا لكن أين هذا من الاحترام والتقدير الذي يتوق إليه المريض ؟ | ||
أن خروج هؤلاء المرضي من المستشفيات بعد تحسنهم وحصولهم علي حقوقهم في العمل والمسكن والتقدير الإنساني لهو أفضل مئات المرات من الشفقة عليهم كما نشفق علي الأنعام التي لا تتكلم . وهذا ما يحتاج إليه مريضنا النفسي الآن : احترام أدميته وحقوقه واستقلاله والتوقف عن استغلال ضعفه . انه بشر مثلي ومثلك خلقه الله كامل الحقوق ، وحتى وأن ابتلي بمرض مثل سائر الأمراض فهو يستحق منا الاحترام والمساندة لا الإستبعاد ولا الإستعباد. أنه مثل مريض القلب أو السرطان الذي ابتلي بمرضه ويستحق منا – أول ما يستحق – أن يظل إنساناً في أعيننا . | ||
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 22 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 22 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 82 بتاريخ الخميس أكتوبر 10, 2024 11:53 am
احصائيات
أعضاؤنا قدموا 1411 مساهمة في هذا المنتدى في 1101 موضوع
هذا المنتدى يتوفر على 158 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Alsadg19 فمرحباً به.
كيف نتعامل مع المريض النفسي
ميسره احمد عثمان- Admin
- عدد المساهمات : 467
نقاط : 1367
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 02/02/2011
- مساهمة رقم 1
الثلاثاء مارس 03, 2015 1:12 am من طرف علي البرنس
» Definition of salmonella bacteria
الجمعة مارس 14, 2014 12:08 am من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» تعريف بكتيريا السلمونيلا
الأربعاء فبراير 26, 2014 7:25 am من طرف ميسره احمد عثمان
» Enteric feve
الأربعاء فبراير 26, 2014 7:14 am من طرف ميسره احمد عثمان
» حمى التايفويد
الأربعاء فبراير 26, 2014 6:55 am من طرف ميسره احمد عثمان
» تحية طيبة
الأحد يناير 19, 2014 2:29 pm من طرف Admin
» حير2نا يا ناس البرير
الأربعاء يناير 08, 2014 9:28 am من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» من قصة المحلق وتاجوج
الثلاثاء يناير 07, 2014 11:13 pm من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» هذا هو الاسلام
الأربعاء ديسمبر 25, 2013 2:36 pm من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» ثورة الطين(احمد مطر)
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 5:22 pm من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» يلاكم ننم وندوبي
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 3:00 pm من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» معا من أجل موسوعة من الامثال السودانية الحديثة والمعاصرة
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 2:27 pm من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» عووووووووووووووووووووووك
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 12:47 am من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» الدوبيت السودانى
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 12:36 am من طرف أحمدكزمه عين اللويقة
» امثال شعبية
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 12:32 am من طرف أحمدكزمه عين اللويقة